تشير خطة الاستجابة الإقليمية الثالثة لللاجئين والصمود في تركيا (2017-2018) إلى أنه وبالرغم من قيام نظام الحماية المؤقتة في تركيا بتوفير الوصول إلى الحقوق والخدمات الأساسية للسوريين، لا يزال الفقر شائعاً في أوساط السكان السوريين بسبب قلة الوصول إلى دخل منتظم، والتعليم، بالإضافة إلى ارتفاع كلفة العيش في المناطق الحضرية. بالتالي، لجأت العديد من الأسر إلى آليات التكيف السلبية مثل عمل الأطفال، وتقليل جودة وكمية استهلاك الغذاء، والسكن الرديء، والتسول في الشوارع.
برنامج "قدرة" في تركيا
يتم تنفيذ أنشطة برنامج "قدرة" على المستوى المحلي والوطني وتهدف إلى تعزيز مستوى الصمود من خلال تحسين توصيل الخدمات، ودعم سبل كسب الرزق، وزيادة فرص التوظيف للرجال والنساء ضمن الفئة المستضعفة، وبالأخص الشباب.
ومن خلال العمل بما ينسجم مع القوانين الوطنية، يهدف البرنامج إلى مساعدة كافة أصحاب الشأن في تركيا في المجالات التالية:
(تحسين البنية التحتية المدرسية و جعل الوصول إلى الأنشطة اللامنهجية متاحاً (الوكالة الألمانية للتعاون الفني
يسعى برنامج "قدرة" إلى زيادة الوصول إلى الخدمات التعليمية الجيدة لأفراد المجتمعات المستضيفة واللاجئين السوريين في تركيا. وتستجب هذه المبادرة للاحتياجات الملحة في القطاع التعليمي، وبما يتفق مع خطة الاستجابة الثالثة ومبادرة "عدم ضياع جيل" من أجل تشجيع الوصول دون تمييز إلى التعليم الجيد لأطفال اللاجئين والمجتمعات المستضيفة. ويهدف العمل إلى القيام بأعمال إعادة التأهيل الضرورية في المدارس الحكومية، بما في ذلك المرافق الرياضية وغيرها، وتوفير دورات اللغة التركية للمعلمين السوريين، وتوفير مواد التعليم والتعلم، وتوفير نشاطات لامنهجية، وتوفير دعم المواصلات.
(تعزيز التدريب المهني للمجتمعات المستضيفة واللاجئين السوريين (الوكالة الألمانية للتعاون الفني
يهدف هذا المكون إلى العمل مع المراكز التعليمية العامة أو مقدمي خدمات التدريب الآخرين لتوفير تدريبات مهنية متخصصة، في الغالب على شكل دورات تدريبية قصيرة المدى تستهدف اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك ، وبالتحديد النساء والشباب. وتتضمن الأنشطة دعم مقدمي خدمات التدريب من خلال برامج تدريب المدربين وتوفير المعدات.
(تعزيز الترابط الاجتماعي عبر الخدمات المجتمعية (الوكالة الألمانية للتعاون الفني، الوكالة الفرنسية للخبرة الدولية الفنية
بقصد تعزيز الترابط الاجتماعي بين اللاجئين والسكان المحليين في المجتمعات المستضيفة في تركيا، تركز أنشطة برنامج "قدرة" على تحسين وتوسيع الخدمات الاجتماعية. ومن خلال المراكز متعددة الخدمات، والمراكز المربوطة بالأقمار الاصطناعية (أو وسائل المواصلات المدعومة إلى المراكز متعددة الخدمات)، ووحدة متنقلة، سيتم الانتشار بشكل متزايد على تغطية كافة الفئات القاطنة في المجتمعات المستضيفة. تتراوح الخدمات المبنية على الاحتياجات ما بين التعليم غير النظامي، والتعليم، والصحة، وسبل كسب الرزق، والرياضة، والثقافة وصولاً إلى الخدمات المتخصصة مثل الإرشاد النفسي والاجتماعي، والاستشارات القانونية، والتدريب المهني، والدورات اللغوية المعتمدة. ويتمثل الهدف الرئيسي لكافة الفئات في الوصول إلى المعلومات ونشر الوعي حول الخدمات الاجتماعية والترابط الاجتماعي، بينما تتطرق النشاطات متعددة الثقافات إلى الشباب والأطفال والنساء السوريين والأتراك على وجه التحديد.
(تشجيع الحوار الإقليمي والوطني (الوكالة الألمانية للتعاون الفني
يعمل برنامج "قدرة" على جمع اللاجئين، والنازحين، والمجتمعات المستضيفة، وأصحاب الشأن المحليين والوطنيين والإقليميين في منصات مختلفة بغرض تشجيع كافة الأطراف على الدخول في حوار بناء وتبادل الخبرات. ومن خلال هذه الاستراتيجية التشاركية، تهدف فعاليات ونشاطات البرنامج إلى إعداد استراتيجيات جديدة ومبتكرة لتقديم استجابة مناسبة لأزمة اللجوء في المنطقة. وبشكل أكثر أهميةً، تناصر هذه الوحدة وتوفر آليات لايصال صوت اللاجئين، وأفراد المجتمعات المستضيفة، والنازحين.
يلعب برنامج "قدرة" في تركيا، ومن خلال العديد من الفعاليات والنشاطات، دوراً أساسياً في بناء الجسور وإيجاد التوافقات بين كافة الأطراف المعنية. كما توفر مختبرات الصندوق الاستئماني الأوروبي "مدد" منتدى فريداً لتلك اللقاءات، حيث يجتمع كافة الأطراف لبحث وتحديد القضايا الرئيسية المتعلقة بأزمة اللجوء وإيجاد حلول واقعية مبتكرة.